يعاني حزب الله الآن من صدمات.. ضربة تلو الأخرى، وقد تم بالفعل تفكيك هيكله القيادي، مع اغتيال أكثر من 12 من كبار قادته، كما تم تخريب سلسلة اتصالاته من خلال تفجيرات أجهزة «البيجر» وأجهزة الاتصال اللاسلكية الخاصة بها، كما تم تدمير كثير من أسلحته في الغارات الجوية الإسرائيلية.
لكن ماذا بعد؟
هناك العديد من الأسئلة الملحة: هل سيستسلم هذا الحزب نهائيا؟ هل تهدف إسرائيل إلى القضاء عليه؟ هل ستتخلى عنه إيران تماما؟
والإجابة الأولية على كل هذه الأسئلة هي بكلمة لا.
نبدأ أولا بالإجابة على السؤال الثاني:
إسرائيل ومن خلفها أمريكا لا تريد القضاء التام على حزب الله، بل تريد إضعافه من أن يشكل أي تهديد أمني عليها.
أما إجابة السؤال الأول: فمن تجربة هذه الحزب كأحد أهم الأذرعة الإيرانية في منطقتنا العربية...فإنه سيعيد تجميع قواه ليثبت أنه ما زال موجودًا وحاضرًا، وقد يجمع كلما أوتي من قوة باقية للقيام بعمليات ضد إسرائيل أشبه ما تكون بالانتحارية.
حينها ستجد إسرائيل مبررًا أقوى لاحتلال لبنان، لكن هذا الاجتياح البري سيكون مكلفًا لها ومرفوضًا عربيًّا ودوليًّا.
أما إيران، فانطلاقًا من تقييم تجارب سابقة وآخرها اغتيال رئيس حركة حماس إسماعيل هنية في عاصمتها، فمن غير المتوقع أن تتدخل مباشرة أو حتى ترد على إسرائيل ردًّا قويا، وقد تكتفي بما يمكن أن ترد بها أذرعها كالحوثيين والحشد الشعبي.
وأيًّا كان الرد الذي ستختاره إيران، فمن المرجَّح أن تكون حذرة فيه، بحيث لا يؤدي إلى إشعال حرب لا يمكنها أن تضمن الفوز بها، والأهم بالنسبة لها هو نجاح برنامجها النووي.