07:00 ص calendar الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446 بتوقيت عدن
الرئيسية عاجل القائمة البحث

الوضع الراهن الجنوبي يشهد تطورات هامة في ظل تعقيد وتركيب البنية السياسية والاقتصادية والخدمية والمؤسساتية وتداخل وتشابك المهام والعلاقات خصوصا والجنوب يمر بمرحلة استكمال التحرر الوطني وتتمثل المهام الراهنة في تعزيز الوحدة الوطنية الجنوبية على أساس أن الجنوب العربي وطن وهوية وطنية جنوبية وبهدف الاستقلال واستعادة الدولة بحدود ما قبل 22 مايو 1990م.

يجب بناء القدرات السياسية والعسكرية والاقتصادية لحماية الهدف الوطني الجنوبي والدفاع عن الحدود الجنوبية وتحقيق الأمن والاستقرار الجنوبي والعمل على تأمين سير الحياة في مختلف جوانبها ولو بالحدود الدنيا خلال مرحلة استكمال التحرر الوطني بحيث يصل شعبنا إلى يوم الاستقلال وهو صحيح ومتعافٍ وخالٍ من أمراض الماضي بحيث يقوى على الدافع عن استقلاله وبناء دولته الفيدرالية المستقلة كاملة السيادة على كل ترابه الوطني.

تحقيق هذه التطلعات ليس بالأمر السهل بل تواجه صعوبات وعراقيل وهناك قوى محلية وإقليمية ودولية تعارض ذلك، والجنوب اليوم أصبح في إطار منظومة سياسية وليس مليشيات تتصرف بالتعارض مع المنظومة السياسية المحلية والإقليمية والدولية ودخل في تحالف مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا برعاية إقليمية ودولية وفي تحالف مع دول الإقليم في إطار التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات وفي تحالف دولي لمكافحة الإرهاب وهناك اتفاق بأن تحل قضية شعب الجنوب من خلال إطار خاص بها في العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة، وكما هو معلوم فإن الأمور مازالت تمضي في طريق تسوية الملعب لخوض العملية السياسية، وهذا يواجه صعوبات جمة منها الحرب في البحر الأحمر وخليج عدن وفي غزة ولبنان وهي ليست بمعزل عن صراع إقليمي ودولي وهناك متغيرات دولية منتظرة تلقي بظلالها على المنطقة ولا نستثني الانتخابات الأمريكية من هذا التأثير.

هناك أمور مازالت بحاجة إلى جهد جنوبي استثنائي في إطار خارطة الطريق المقترحة لعملية السلام وموقع قضية شعب الجنوب في إطارها وفق ما تضمنه بيان المجلس الانتقالي الجنوبي في شهر ديسمبر 2023م وكذا في إنتاج الإطار الخاص بقضية شعب الجنوب.

إن ما نلاحظه اليوم من كتابات وانتقادات في مجملها تابعة من حرص وطني وهذه نجلها ونحترمها ويجب الأخذ بها، وأخرى لا تميز بين مرحلة استكمال التحرر الوطني الحالية ومرحلة الدولة المنشودة وهذه تحتاج إلى مراجعة، وهناك كتابات وانتقادات لا تراعي الوضع الراهن وتشابك العلاقات والظروف كما أشرت إليها آنفا.

إن من موقع المسؤولية يقع على النخب السياسية الجنوبية أن تركز جهودها واهتماماتها باتجاه المهام والتطلعات والإشكالات المذكورة أعلاه والابتعاد عن المناكفات والحساسيات والذاتية المفرطة وأن تقدم روى ومقترحات للحلول وآليات عمل لتحقيق أهداف وتطلعات شعب الجنوب.

 

 

 

 

تم نسخ الرابط