04:36 م calendar الجمعة 06 ديسمبر 2024 الموافق 05 جمادى الثانية 1446 بتوقيت عدن
الرئيسية عاجل القائمة البحث

في ظل التحديات المعاصرة التي تواجه الجنوب، بات من الضروري الانتقال من الخطابات التكتيكية التي تعتمد على التكهنات والشعارات القومية إلى استراتيجية شاملة تؤسس لبناء دولة حقيقية تنطلق من تعزيز الهوية الجنوبية وحماية التراث.
إن تجارب الماضي، بما فيها الحروب والأزمات، أثبتت أن الاعتماد على الشعبوية والعزلة لا يؤدي إلى الاستقرار، بل إلى مزيد من التمزق والتفكك.
اليوم، يقف الجنوب أمام فرصة تاريخية لترسيخ هويته، ليس فقط كشعارات وأقوال، بل كواقع يعيشه المواطن الجنوبي ويفخر به.
إن تعزيز الهوية الجنوبية يجب أن يشتمل على حماية التراث الغني والمتنوع الذي تمتاز به هذه المنطقة، من إرث ثقافي وحضاري يمتد عبر العصور.
الحفاظ على هذا التراث يجب أن يكون مسؤولية مشتركة، ويجب أن يُترجم في صورة مشاريع حقيقية مثل المتاحف الثقافية والمراكز التراثية والمهرجانات التي تُظهر للعالم عمق وثراء الثقافة الجنوبية.ومن جهة أخرى، لا يمكن أن يبني الجنوب مستقبله بمعزل عن الإقليم والعالم. 

إن التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجه المنطقة تتطلب إيجاد علاقات متوازنة تحترم السيادة وتؤسس لتبادل المصالح مع المحيط الإقليمي والعالمي. 

ومن هنا، ينبغي أن يتبنى الجنوب سياسة خارجية تتسم بالمرونة والواقعية، بحيث تكون مصالحه محفوظة وعلاقاته الإقليمية والدولية متزنة. 

هذه العلاقات ليست خيارًا إضافيًا، بل هي ضرورية لتحقيق الاستقرار السياسي، وفتح آفاق جديدة للاستثمار والتنمية.إن بيئة الجنوب يجب أن تكون نموذجًا للسلام والأمان، فلا مستقبل يمكن استدعاؤه إلى بيئة مضطربة وغير مستقرة. وهنا يأتي دور الجهات المحلية كافة، من مجالس سياسية ومؤسسات المجتمع المدني، لتعمل يدًا بيد من أجل توفير بيئة آمنة ومستقرة تحقق فيها العدالة والمساواة وتضمن فيها الحقوق والحريات.

في النهاية، يبقى الأمل في بناء جنوب يتطلع للمستقبل ويحتضن أبناؤه هويتهم بثقة وفخر، مع المحافظة على إرثهم وتاريخهم.
وليكن الجنوب قوة ثقافية واقتصادية وسياسية، ينبغي أن يكون الاستقرار والأمن والعمل المشترك هدفًا استراتيجيًا لا حياد عنه.

الاكثر مشاهدة

تم نسخ الرابط