10:39 ص calendar الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446 بتوقيت عدن
الرئيسية عاجل القائمة البحث

لسنا بحاجة للتأكيد هنا مرة أخرى على تعقيدات الأوضاع وتفاقمها وخطورتها المتزايدة والمنذرة بالخروج عن السيطرة وتحولها إلى فوضى عارمة يصعب تخيل نتائجها ومآلاتها اللاحقة، وهي الغاية والهدف الذي تعمل كل الأطراف والقوى المعادية لشعبنا بكل ما لديها من قدرات للوصول لحالة كهذه، والتي تختلط فيها الأوراق ويرتبك فيها الجميع، ويصبح التعامل معها بردة الفعل المشحونة بمشاعر الغضب الأعمى والمدمر هو سيد الموقف.

فالمشهد العام في الجنوب بكل تجلياته بات معروفا للجميع ويعيشه الناس واقعا بكل آلامه ومرارته، وأصبح التعايش مع هذه الأوضاع أمرا صعبا بل مستحيلا، فقد نفد صبر الناس وتحملوا من المعاناة والعذابات والأوجاع فوق ما لا يستطيعون تحمله بعد الآن، لذلك ولغيره من الأسباب فإن الانتقالي مدعو في هذه الظروف الاستثنائية بصورة عاجلة لاتخاذ خطوات وطنية إنقاذية شجاعة على نحو لا يقبل التأجيل.

على أن يتم ذلك بالتعاون والتنسيق والتوافق الوطني مع بقية القوى السياسية والمجتمعية الجنوبية كتجسيد للشراكة الوطنية، ومع منظمات المجتمع المدني على تعدد صفاتها وفي المقدمة منها نقابات عمال الجنوب المختلفة، ومع كل شرائح وفئات وطبقات المجتمع الحريصة على قضية الجنوب ومستقبله، وأن يجعل من تصويب السياسات وتصحيح الأخطاء، وحيث يتطلب الأمر ذلك مدخلا ومنطلقا لتحقيق أهداف وتطلعات شعبنا، وحماية لما قد تحقق من نجاحات ومكاسب وطنية، صارت اليوم قاعدة صلبة لمواصلة مسيرة شعبنا المظفرة نحو مستقبله وحريته، ولكنها مهددة بالانتكاسة إذا ما استمرت الأوضاع على حالها دون تغيير حاسم وجدي.

ولعل قيادة الانتقالي تدرك أكثر من غيرها من أين وكيف تبدأ خطواتها، وبأي صورة تكون البداية الصحيحة، وأين مكامن الضعف وسوء الأداء وهزالة الإنجاز وعدم القدرة على فهم الطبيعة النضالية بشقيها الوطني والكفاحي، حيث يتعامل البعض مع مهماتهم بصورة روتينية على هيئة موظفين لا يطمحون بأكثر من الحصول على (الراتب) نهاية كل شهر.لذلك، فإننا ندعو مجددا إلى إعادة النظر بالهيكلة التي تمت خلال الفترة الماضية بما يحقق الخطوات التالية:
أولا - اعتماد التغيير وليس التدوير كقاعدة في مجال اعادة الهيكلة واعتماد الطابع الوطني ومعياري الكفاءة والنزاهة كأولوية مطلقة، ففي ذلك يكمن النجاح ويسهل عمليا بقية الخطوات في بقية المجالات والميادين المدنية والعسكرية والأمنية.

ثانيا - تعزيز الحضور الوطني بصورة أوسع وأشمل في تركيبة الهيئات العليا دون استثناء، وفي مختلف الدوائر والمراكز واللجان المتخصصة الأخرى.
ثالثا - وضع أسس وضوابط ومعايير صارمة وموحدة  للاختيار والتعيين في كل قوام المجلس، وبما يضع حدا لأي اعتبارات أخرى بأي صورة كانت، غير الكفاءة والنزاهة والمؤهل الذي يمنح صاحبه المرور إلى أخذ موقعه في هذا المكان القيادي أو ذاك.

رابعا - إعطاء النساء والشباب المكانة المناسبة واللائقة التي تعكس الثقة بالقدرات الكامنة عند المرأة إذا ما أعطيت لها المواقع القيادية التي تستحقها؛ وألا يكون دورها شكليا وديكوريا، أو جعلها مجرد تكملة عدد، وكذلك الحال ينطبق على الشباب، فهم الطاقة الخلاقة والمبدعة ويمتلكون الجرأة اللازمة في تنفيذ المهام وتحدي الصعوبات والمخاطر.

خامسا - وأخيرا ندعو مجددا إلى ضرورة اعادة ترتيب وتقييم التحالفات القائمة وبما يخدم قضية شعبنا ويجنبها الوقوع في شر المشاريع التي تطبخ اليوم وبأكثر من عنوان، وبأشكال وصور متعددة ومن أكثر من مصدر -داخليا وخارجيا- علنية وسرية.

وندعوه للتفكير جديا بعملية الانسحاب من الشراكة مع الشرعية أو تعليقها على أقل تقدير، ونجدد هنا دعوتنا مرة أخرى والمتمثلة بإقدام المجلس الانتقالي على تشكيل مجلس إنقاذ وطني جنوبي برئاسته ويشمل كل الطيف السياسي والمجتمعي، كحالة إنقاذ مرحلية، أو غيرها من البدائل الإنقاذية الوطنية التي أصبحت ضرورة وطنية وتاريخية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

تم نسخ الرابط