كيف تتجنب مشاكل الهضم بعد الإفطار؟

بعد ساعات طويلة من الصيام يتطلع الصائم إلى تناول وجبة الإفطار بشهية كبيرة، ولكن في بعض الأحيان قد يواجه مشكلات هضمية مزعجة مثل الانتفاخ، الحموضة، عسر الهضم، أو الشعور بالثقل.
وتحدث هذه المشكلات غالبًا بسبب الإفراط في تناول الطعام بسرعة، أو تناول أطعمة غير مناسبة للمعدة بعد فترة راحة طويلة، ولتجنب هذه الاضطرابات من المهم اتباع بعض العادات الغذائية الصحيحة التي تساعد على تحسين عملية الهضم وجعل الإفطار تجربة مريحة دون أي إزعاج.
تناول الإفطار على مراحل بدلاً من دفعة واحدة
إحدى العادات الخاطئة التي يقع فيها كثيرون هي تناول كميات كبيرة من الطعام مباشرة عند الإفطار، مما يسبب عبئًا مفاجئًا على الجهاز الهضمي، ومن الأفضل تقسيم وجبة الإفطار إلى مرحلتين، بحيث يبدأ الصائم بتناول بعض التمر مع كوب من الماء أو الحليب مما يساعد على تنشيط المعدة وتعويض مستويات السكر المنخفضة دون إجهاد الجهاز الهضمي.
وبعد ذلك يمكن الانتظار لبضع دقائق قبل تناول الوجبة الرئيسية، ما يمنح المعدة فرصة للاستعداد لاستقبال الطعام وهضمه بشكل أفضل.
تجنب الأطعمة الدسمة والمقلية
الأطعمة المقلية والغنية بالدهون المشبعة تعد من أبرز مسببات عسر الهضم، لأنها تحتاج إلى وقت طويل للهضم، مما يؤدي إلى الشعور بالثقل والانزعاج بعد الإفطار، ومن الأفضل استبدال هذه الأطعمة بالمأكولات المشوية أو المطهية بطريقة صحية مثل السلق أو الطهي بالبخار حيث تكون أخف على المعدة وتساعد على الهضم بسهولة دون إرهاق الجهاز الهضمي.
مضغ الطعام جيدًا وعدم التسرع في الأكل
تناول الطعام بسرعة دون مضغه جيدًا يؤدي إلى دخول كميات كبيرة من الهواء إلى المعدة، مما يسبب الانتفاخ والغازات، كما أن عدم المضغ الكافي يجعل الجهاز الهضمي يعمل بجهد أكبر لتكسير الطعام، مما قد يؤدي إلى عسر الهضم، ومن الأفضل تناول الطعام ببطء والاستمتاع بمذاقه فذلك يساعد على تنشيط إفراز العصارات الهضمية وتحسين عملية الهضم بشكل طبيعي.
الابتعاد عن المشروبات الغازية والمنبهات
يلجأ بعض الأشخاص إلى المشروبات الغازية بعد الإفطار في محاولة للشعور بالانتعاش، لكنها في الواقع تسبب انتفاخ المعدة وتؤدي إلى اضطرابات هضمية بسبب احتوائها على غازات ومواد تهيج المعدة، كما أن المشروبات المحتوية على الكافيين مثل القهوة والشاي يمكن أن تزيد من حموضة المعدة إذا تم تناولها مباشرة بعد الإفطار، ومن الأفضل استبدالها بالمشروبات الطبيعية مثل المياه الدافئة أو الأعشاب مثل النعناع والزنجبيل، التي تساعد على تهدئة المعدة وتحسين عملية الهضم.
تناول كميات معتدلة من الحلويات
الحلويات الرمضانية مثل الكنافة والقطايف مليئة بالسكريات والدهون التي قد تؤدي إلى اضطراب المعدة وزيادة الوزن إذا تم تناولها بكثرة، ومن الأفضل تناول كميات معتدلة منها بعد الإفطار بساعتين على الأقل، وتفضيل البدائل الصحية مثل الفواكه الطازجة أو التمر، التي تمد الجسم بالطاقة دون التسبب في مشكلات هضمية.
شرب الماء بانتظام ولكن باعتدال
الماء ضروري لتعزيز عملية الهضم، لكنه يجب أن يُشرب باعتدال وعلى فترات متفرقة بعد الإفطار، وليس بكميات كبيرة دفعة واحدة، وتناول الماء بكثرة أثناء الأكل قد يعيق عملية الهضم ويزيد الشعور بالانتفاخ، ومن الأفضل شرب الماء قبل تناول الطعام بفترة قصيرة ثم بعد الإفطار بفواصل زمنية منتظمة للحفاظ على الترطيب وتحسين الهضم.
ممارسة نشاط بدني خفيف
الجلوس أو الاستلقاء مباشرة بعد الإفطار يبطئ عملية الهضم ويزيد من احتمالية حدوث الارتجاع المعدي، ومن الأفضل المشي لمدة 10-15 دقيقة بعد تناول الطعام حيث يساعد ذلك على تحفيز عملية الهضم ومنع الشعور بالخمول أو التخمة.