01:00 م calendar الإثنين 31 مارس 2025 الموافق 02 شوال 1446 بتوقيت عدن
الرئيسية عاجل القائمة البحث

رغم كثير من المحن و المآسي التي تلقي بظلالها الثقيلة على منطقة عزيزة من بلادنا واعني قبيلة الصبيحة الابية ، التي فإن  هذه المآسي و المحن غالبا ما تكون  من صنع أدوات شيطانية من خارج حياض القبيلة - قبيلة الصبيحة الابية ؛ الحاضرة دائما في الملمات الكبرى التي تواجه الوطن و منذ القدم ، و دون أن نستثني وقتنا الحاضر.

حضورا يعمد بالدم و المهج الغالية من خيرة أبنائها الذين عرفهم الوطن كأول المدافعين عن سيادته و حياضه، كما شاهدناه جليا  في الحرب الأخيرة عام 2015 م ضد العدوان الحوثي - الإيراني ، و  كانوا آخر المتهافتين على الغنائم و المناصب.

وللإنصاف فقد ظلمت الصبيحة ارضا و انسانا منذ الاستقلال الوطني في 30نوفمبر العام 1967م.

لكن ما يحسب لدولة الاستقلال - رغم  ذلك - انها حضرت بقوة منظومتها القانونية لتكون بديلا لكثير من العادات المتواترة مذ القدم كالثأر الذي اتعب  اضنى واشقى أهلنا في الصبيحة تيتيما و تشريدا و ترويعا، و كأنه شبح مخيف يلقي بظلاله القاتمة على هؤلاء الناس الطيبين الشجعان،  وصرف البعض عن معرفة حقيقة ان الثأر ليس شجاعة و لا اقداما ،  و انما هو عادة جاهلية بغيضة ونتنة لا تمت الينا بصلة ، مذمومة دينيا واخلاقيا و قانونا.

لكن ذلك الواقع البائس الذي يكتم الانفاس تواجهه عقليات فذة من أبناء الصبيحة التي تدرك المٱلات الخطيرة التي يجرنا اليها الاحتراب الداخلي في رحاب القبيلة الباسلة.

و لا افارق الحقيقة في شيء ان قلت : ان وجود رجال من أبناء الاصابح الميمونين يرجح وزنهم و حكمتهم في ميزان المقارنة على جبال المضاربة و طور الباحة، و على رأسهم القائد البطل الفريق الركن محمود احمد سالم الصبيحي و الأستاذ المناضل احمد عبدالله المجيدي و اللواء الركن احمد عبدالله التركي و اللواء الركن عبدالغني محيي الدين قائد اللواء الأول حزم والشيخ حمدي شكري و معهم كوكبة من القادة و الشائخ الاجلاء و النخبة السياسية و الاكاديمية و المثقفة ممن يعملون بجهد شاق لرأب الصدع و تجفيف منابع الثأر في ارض الصبيحة.
 

و قد كان لي شرف الحضور و المشاركة في الصلح القبلي بين أبناء الدم الواحد قبيلة البريمة و الشامية في 18 من رمضان الفضيل 1446 ه في بيت الأخ المناضل احمد عبدالله المجيدي و بحضور نخبة من أبناء الصبيحة عموما و القبيلتين المتنازعتين خصوصا، وجرى عناق اخوي حار بين شيخي القبيلتين، وتلا اللواء عبدالغني محيي الدين قائد اللواء الأول حزم وثيقة الصلح التي تضمنت فيما تضمنت التنازل عن دم القتلى من الطرفين و عددهم ستة و الجرحى و عددهم ثلاثة عشر من اجل ان يعم السلام و الوئام بين القبيلتين.

وهي رسالة لكل أبناء الصبيحة على الامتداد السيادي للوطن بان يعملوا بعقيدة واحدة و على قلب رجل واحد لاقتلاع ٱفة الثأر من ربوعهم دون مهادنة او تسويف و إعادة الابتسامة على وجوه الناس الطيبين من أبناء الصبيحة حيث ما سكنوا او حلوا.

 والله الموفق.

الاكثر مشاهدة

تم نسخ الرابط