النوم وصحة الدماغ.. مفتاح تقوية الذاكرة وترسيخ المعلومات

النوم عملية بيولوجية معقدة تستريح فيها وظائف الجسم، فهو ليس فقط وقتًا للراحة والاسترخاء فحسب، بل هو عملية تلعب دورًا جوهريًا في العديد من وظائف الدماغ، وعلى رأسها الذاكرة.
يلعب النوم دورًا رئيسًا في صحة الفرد وهو بنفس أهمية الأكل والشرب والتنفس، أذ لابد من تحقيق التوازن ما بين النوم واليقظة، فهو لا يقل أهمية عن التغذية السليمة أو ممارسة الرياضة، بل يعتبر عاملاً للحفاظ على صحة العقل ووظائفه المختلفة.
وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن النوم ليس رفاهية، بل ضرورة أساسية للحفاظ على صحة الدماغ، وتحديدًا في عملية تثبيت الذكريات وتنظيم المعلومات.
ما هو النوم الصحي ومراحله
ويمر الإنسان أثناء نومه بمرحلتين، وتحدث عدة أمور في كل مرحلة: تأتي مرحلة النوم العميق وفيها يزداد تدفق الدم إلى العضلات، وتتم فيها عملية صيانة الجسم ونمو الأنسجة، وإعداده للنشاط في اليوم التالي، وإفراز الهرمونات المهمة لعملية النمو والتطور، وتلعب هذه المرحلة دورًا مهمًا في ترسيخ المعلومات الواقعية، مثل الحقائق أو الأحداث.
ثم مرحلة نوم حركة العين السريعة (النوم الريمي): وفيها ينشط المخ وتبدأ الأحلام، ويكون الجسم غير قادر على الحركة، وتكون نبضات القلب مضطربة وكذلك التنفس، وتُرتبط هذه المرحلة بتحسين الذاكرة الإبداعية والعاطفية، وتساعد في معالجة المشاعر وتنظيمها.
العلاقة بين النوم والذاكرة
تنقسم الذاكرة إلى 3 أنواع ويتم خلال فترة النوم نقل المعلومات من الذاكرة قصيرة المدى إلى طويلة المدى فيما يعرف بعملية "توطيد الذاكرة"، وبدون نوم كافٍ، تضعف هذه العملية، مما يؤدي إلى تراجع في القدرة على التعلم والتذكر.
يشار إلى أن عدم أخذ قسط كافي من النوم يضعف القدرة على التركيز والانتباه، ويقلل من فعالية تكوين الذكريات الجديدة، ويزيد من النسيان.
تدابير لتحسين جودة النوم وتقوية الذاكرة
لابد من الالتزام بوقت محدد وثابت للنوم والاستيقاظ، وخلق بيئة نوم مريحة ومظلمة وهادئة، مع تجنب تناول الكافيين والمأكولات الدسمة قبل النوم، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، الذهاب إلى السرير وقت الشعور بالنعاس فقط، إلى جانب النوم من 7 إلى 8 ساعات يوميا.