قبل التفويض الشعبي الجنوبي للرئيس القائد عيدروس الزبيدي الذي كان في 4مايو 2017 م كان الجنوب يعيش حالة من الشتات وعدم التوحد في المكونات السياسية النضالية التي تأسست في مرحلة الثورة الجنوبية السلمية وكذلك في الكتائب العسكرية التي تصدت للعدوان الحوثي العفاشي منذ الوهلة الأولى وأيضا في التشكيلات العسكرية الجنوبية التي تم تشكيلها بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة أثناء حرب 2015 م العدوانية ضد الجنوب .
بمعنى أن الجنوب ورغم توحد الشعب الجنوبي في ساحات وميادين النضال السلمي على مبدأ وهدف استعادة دولة الجنوب المستقلة ، وكذلك رغم الانتصارات العسكرية ضد العدوان الحوثي العفاشي وتحرير محافظات الجنوب من ميليشياتهم إلا أنه لم يكن تحت قيادة سياسية وعسكرية واحدة حينذاك ، لذلك كان من السهل اختراق تلك المكونات النضالية السياسية وتلك الكتائب والتشكيلات العسكرية لصالح القوى اليمنية قوى ما تسمى بالشرعية اليمنية أو لصالح دول إقليمية ويكون ذلك على حساب هدف استقلال الجنوب واستعادة دولته المستقلة بحدود ما قبل 22مايو 1990م .
فكانت الأهمية الكبرى في إعلان عدن التاريخي في 4مايو 2017م بتفويض الرئيس القائد عيدروس الزبيدي قائدا أعلى للثورة الجنوبية بمراحلها السلمية والعسكرية والسير بها نحو تحقيق هدف استعادة دولة الجنوب المستقلة من قبل الشعب الجنوبي الذي خرج إلى ساحة الحرية بخور مكسر بمليونية شعبية حاشدة .
هذه الأهمية الكبرى لإعلان عدن التاريخي تم تقديرها خلال السبع السنوات التي تلت إعلان عدن التاريخي من خلال النظر بما كان فيها من مؤامرات ودسائس سياسية وعسكرية وتنظيمية ودبلوماسية ضد أرض الجنوب وشعبه وقضيته وثرواته التي لها وأمامها وبصراع سياسي وعسكري وتنظيمي ودبلوماسي موازي استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي إفشالها وهزيمتها وقطع دابرها وإظهار قضية شعب الجنوب أمام المجتمعيين الإقليمي والدولي كقضية تحررية عادلة قوية في استحقاقها و ثبوتها وتأييدها يصعب بل يستحال على دول الرباعية (أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات ) التوصل إلى تسويات سياسية وعسكرية لإنهاء الحرب في اليمن في حال تم تجاوزها وعدم النظر إليها وحلها حلا جذريا الذي لا يكون إلا بالاعتراف باستعادة دولة الجنوب المستقلة ، كما تكمن أهمية إعلان عدن التاريخي في 4مايو 2017 م بالمنجزات الكبيرة التي استطاع الجنوب تحقيقها عقب هذا الإعلان .
التي أكبرها هو تأسيس كيان المجلس الانتقالي الجنوبي ككيان سياسي ونضالي جنوبي تحت قيادة جنوبية واحدة المدعوم بتأييد مليونيات شعبية عديدة ، ثم ما تحقق على يد هذا المنجز الكبير من منجزات أخرى ذات شأن مهم وكبير في استمرار وتقوية النضال الجنوبي حتى تحقيق كامل أهدافه ، منها توحيد مكونات الحراك السلمي الجنوبي في كيان المجلس الانتقالي وبالتالي توحيد القرار السياسي النضالي الجنوبي تحت قيادة واحدة برئاسة القائد عيدروس الزبيدي ، تشكيل القيادات المحلية والهيئات التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي في كافة محافظات ومديريات الجنوب ، تشكيل مجلس العموم الجنوبي (هيئة الرئاسة والجمعية الوطنية والمجلس الاستشاري ) ، تشكيل القوات المسلحة والأمن الجنوبي وتوحيدهما تحت قيادة واحدة وبالتالي توحيد القرار العسكري والأمني الجنوبي ، تحرير عدة محافظات جنوبية من ميليشيات ماتسمى الشرعية اليمنية الإخوانية ، الدفاع عن حدود الجنوب بجاهزية عسكرية كبيرة واستعداد قتالي دائم ، السيطرة العسكرية والأمنية على العاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب ، تشكيل الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي ، تشكيل الهيئة الوطنية للشؤون الخارجية ، تشكيل أندية واتحادات ونقابات الجنوب ودعمها ، حمل قضية شعب الجنوب وتمثيلها داخليا وخارجيا والتفاوض المستميت باسمها ، عقد اتفاقيات مع قوى يمنية باسم الجنوب باعتراف إقليمي ودولي ، إصدار البيانات السياسية وإعلان حالة الطوارئ عند الضرورة القصوى ، عقد لقاء الحوار الوطني الجنوبي والتوقيع على ميثاق الشرف الجنوبي ، الثبات في النضال والاستمرار في التفاوض الدبلوماسي حتى أنتزاع سلطة الشرعية وجعلها سلطة شرعية جنوبية معترف بها إقليميا ودوليا .