يصادف يوم غدا الثلاثاء 21 مايو 2024م، الذكرى 30 للإعلان التاريخي لفك الارتباط عن وحدة الضم والإلحاق، التي انتهجها نظام الجمهورية العربية اليمنية، حيث مارس ذلك النظام القبلي المتخلف، أساليب المكر والخداع مع قيادة نظام دولة الجنوب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وقبل على مضض بالوحدة اليمنية الاندماجية في عام 1990م.
وبعد أقل من ثلاثة أعوام على تلك الوحدة التي قامت على المكر والخداع السياسي من جانب نظام سلطة صنعاء، اعلن المجرم علي عبد الله صالح (عفاش) ورموز سلطته القبلية، عن تدشين الحرب الدموية في 17 ابريل 1994م لاحتلال أراضي دولة الجنوب واجتياحها، بعد ان كان قد ضمن خداع ضعفاء النفوس من القيادات الجنوبية، وكسب ولاءهم بالمال المدنس والإغراءات التافهة للوقوف معه او في أحسن الأحوال الوقوف على حياد من تلك الحرب الظالمة.
وفي اوج تلك الحرب العدوانية التي حشدت لها مراكز قوى نظام صنعاء جيوشها العسكرية، ومقاتليها القبلية، وكتائب عناصرها القاعدية الأفغانية، وانصار شريعتها الإرهابية، لاحتلال أرض الجنوب، كان لزاما على المناضل رئيس دولة الجنوب علي سالم البيض الشروع الرسمي بإعلان فك الارتباط وهذا ما تم فعلا في يوم 21 مايو 1994م.
وعلى الرغم من شرعية وقانونية إعلان فك الارتباط، إلا أن الموقف الإقليمي والدولي، لم يستجيب له وبقي موقفه متفرجا ومتخاذلا، بما فيها موقف الولايات المتحدة الأمريكية التي أعلنت بأن قصف العاصمة عدن وحصارها واحتلالها يعد خط أحمر وعملا غير مقبول كما صرحت حينذاك، لكنها بعد أن عرض عليها نظام صنعاء ممثلا بوزير خارجيتها الدكتور عبد الكريم الإيراني، بمنحها مصالح واسعة وكثيرة، تراجعت عن موقفها وغضت طرفها عن ما لحق بالعاصمة عدن من معاناة وعذاب لأبنائها، ومن تدمير وخراب لمساكنها ومنشآتها ومرافقها الحكومية العامة والخاصة، جرى تلك الحرب العبثية المشؤومة.
ومن يوم سقوط العاصمة عدن بيد جيوش نظام صنعاء في 7/7/ 1994م، فقد شهدت مؤسساتها ومرافقها وممتلكاتها الإنتاجية والصناعية لعمليات نهب وسلب واقتلاع ليس على مستوى العاصمة عدن فحسب، وإنما طالت تلك الأساليب غير المشروعة نهب واستباحة عواصم المحافظات (لحج وابين والضالع وشبوة وحضرموت والمهرة).
لقد شكل يوم إعلان فك الارتباط دافعا معنويا للنضال السلمي وقاعدة حماس نفسية وروحية لدى أبناء الجنوب، لشعورهم بالقهر والضيم والهيمنة والاستبداد، وما لحق بهم من قتل ونفي وإقصاء وتهميش وانتهاكات مجتمعي يتعارض كليا مع حقوق الإنسان العالمية، ومع القوانين والشرائع السماوية.
وعلى مدى 30 عام من يوم اعلان فك الارتباط، حدثت مستجدات وتطورات مهمة وحاسمة، تلخصت بقيام الحراك السلمي الجنوبي عام 2007م، الذي اثمرت تضحياته وادواره العظيمة، عن قيام وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يخوض عملا ونشاطا سياسيا ودبلوماسيا وعسكرا، بهدف اقتلاع خديعة فرض الشراكة مع حكومة الشرعية اليمنية، وانتزاع الحق السياسي باستعادة دولة الجنوب المستقلة كاملة السيادة.